- 2020-04-18 14:53:55
- 1645
مجلة مونيتور الأمريكية تكتب مادة طويلة عن سعد جابر: من شفاء القلوب إلى سرقتها
الصَّحفي الصَّغير- مجلة ذا كريستيان ساينس مونيتور - ترجمة موقع الصَّحفي الصَّغير - كتب مراسل مجلة "المونيتور" الأمريكية في عمَّان تايلور لوك مادة صحافية قال فيها: كلَّ يوم يلجأ الأردنيون الذين يخضعون للحجر الكامل بسبب فيروس كورونا إلى رجل واحد للحصول على الحقائق، بينما يملك الأمريكيون أنتوني فوسي ، فإن للأردنيين "طبيب دولة" خاص بهم وهو وزير الصِّحة سعد جابر.
وقال في المادة التي ترجمها بالتَّصرف موقع الصَّحفي الصَّغير: "بينما كان دكتور فوسي على ملصقات ورؤوس مزركشة ، فإن الطبيب الأردني سعد جابر هو موضوع قصائد الشِّعر والصُّور.
وبين أنَّ جابر اقتحم المسرح الوطني وسط أزمة كورونا بعد أقل من 10 أشهر من ولايته، وأصبح جراح القلب مرضيًا، وكلَّ ليلة في السَّاعة 8 مساءًا، يقف جابر أمام الكاميرات التلفزيونية، وشعره المتموج بالشيب والموجه على جانب واحد، وفي صوت مخملي مهدئ كمغني موسيقى الجاز يحدّث الأمة عن أحدث حالات فيروس كورونا وخطوات الحكومة.
ويستمر المراسل في وصف وزير الصِّحة الأردني وأنَّه يستخدم أسلوبه اللَّطيف، ويحث بلطف زملائه بقوله "الإخوة والأخوات" ويحث على اتباع الإرشادات، قائلاً لهم: "يمكننا القيام بذلك معًا".
ويقول إنَّ أكثر صدمة للأردنيين أنَّ وزير الصِّحة يبتسم في الغالب ويرتدي السترات الجلدية والجينز والبولو أكثر من البدلة، وهو ذكي في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويضيف لوك أنَّه وخلال الأيام القليلة الأولى من الإغلاق ، ظهر وباء جديد في الأردن هو هوس جابر، وحتى الصَّحفيون وكتَّاب أعمدة يشيرون إليه بشكل روتيني بأنه "الطبيب الوسيم" و "الأردني جورج كلوني".
وبين أنَّ آخرين بحثوا خلال حياته المهنية في السِّلك الطِّبي للجيش وفي غرفة العمليات للحصول على قصص الإلهام المثيرة للإعجاب.
ويزيد لوك أنَّ "الوزير كلوني" لا يفوز على الأردن بابتسامة ودية وحقائق فقط، فقد أشرف جابر على نجاح الأردن المبكر في احتواء فيروس كورونا، ودفع باتجاه إغلاق شبه كامل أكثر من تسطيح المنحنى - إنه يسحقه.
ويضيف المراسل أنَّ الأردن شهد ذروة الحالات التي وصلت إلى 40 حالة وانخفاض يومي وصل إلى صفر وإلى ثماني حالات يومية جديدة، ووصل العدد اليوم إلى أن هناك 350 حالة و150 حالة شفاء و7 حالات وفاة في مملكة صغيرة حيث يعيش 90 بالمئة من السُّكان على 5 بالمئة من الأرض وكل تحية تأتي بقبلة له.
وحسب المراسل فإنَّ الدكتور جابر حصل على عدد كبير من المعجبات، وتقول الأمهات والجدات والنساء العاملات والفتيات في جميع أنحاء البلاد إنهم "يذوبون" في سلوكه الهادئ ويتحدثون بسلاسة عن الابتعاد الاجتماعي وغسل اليدين، وحتى الرِّجال غير محصنون من سحره.
ورصد لوك مجموعات تطبيق واتس أب فيسبوك حيث يشارك الأردنيون أحدث مقاطع الفيديو الموسيقية والمضحكة الخاصة بالدكتور جابر، ودائمًا تقريبًا مع قلوب الكرتون العائمة، والوجوه الضَّاحكة، وخطوط الشِّعر التي تعترف بحبهم ووطنهم.
وكتب أحدهم "هناك حالة طبية طارئة: وسامتك تقتلني!
وبين أنَّ هناك أغان قام الأردنيون بنشر قصائد حُب بدوية تكريما للدكتور جابر، وحتى أغاني وقصائد مكتوبة خاصة بهم.
ولفت إلى أنَّ امرأة تغني "هناك شيء خفي وخطير، من سيساعدنا على الصمود؟" إنَّه سعد جابر!
وقال لوك إنَّ الفنان والملحن الأردني عمر العبدالات، المعروف بأغنياته الوطنية القوية عن الملك والجيش والقبائل أنتج قصيدة لدكتور جابر من الحجرة الذاتية.
وبين أنَّ وضع الدكتور جابر كنجم موسيقى الروك أكثر إثارة للإعجاب فهو يأتي في الأردن، حيث يتمتع المواطنون برؤية منخفضة للمسؤولين الذين يُنظر إلى محاولاتهم التواصل مع الجمهور على أنَّها جديرة بالاهتمام وغير متعالية.
ويبين أنّه هنا في الأردن الدكتور جابر كسر القالب.
وأضاف أنَّه في وقت من الارتباك والخوف من فيروس كورونا الذي كلَّف الجيش الأردني بدوريات في الشوارع، فإنَّ سلوكه الهادئ وإحاطاته المستندة إلى الحقائق واللغة غير الرسمية حولت المحادثة في دولة مذعورة إلى محادثة مريحة تحمل نصيحة حكيم، ولكن ربما أكثر ما ينعش هو صدقه.
وأكد لوك أنّ جابر يعترف بأن ليس لديه جميع الإجابات ولا يتظاهر بأنه يملكها حتى أنَّه اعتذر على التلفزيون الوطني لقوله أنَّ الشِّماغ، الحجاب العربي المدقق، يمكن أن يساعد في الحماية من الفيروس إذا تم ارتداؤه مثل "باندانا".
ويذكر المراسل حديثًا للدكتور جابر في إحدى المقابلات: "لا أعرف ولا أحد يعلم كم من الوقت سيستمر هذا الفيروس، لكنني أعلم أنه يمكننا التَّغلب على هذا الوباء معًا".
ويذكر المراسل مقولة أيضًا للدكتور سعد جابر عندما انتهك مئات المواطنين حظر التجول الوطني في اليوم الأول، وكان مباشرًا وليس غاضبًا: "كسر حظر التجول لن يبدو رجوليًا عندما يمرض ابنك ولا يوجد سرير في المستشفى له، أو يجب على والدتك ان تقع في ممر المستشفى كما نراه في الغرب".
ويضيف أنَّ قبل فيروس كورونا، غضب الدكتور جابر من منصبه الوزاري، مفضلاً أن يكون في الميدان ، وعاد في غرفة العمليات يومًا ما لإنقاذ الأرواح، لكن وضعه المفاجئ كالمشاهير كان له تأثير حقيقي: أصبحت إحاطاته الإعلامية الليلية بمثابة تلفزيون لا بد من مشاهدته في الأردن.
وبين أنَّ مشجعي جابر يناقشون كيف ينتشر الفيروس، والطريقة المناسبة لارتداء قناع الوجه والبقاء على بعد مترين، وكيف يمكن أن يمرض الشباب أو يحملون فيروس كورونا أو أن يكونوا بدون أعراض، وزياراته للمستشفيات مع المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
ويختم المراسل الأمريكي مادته بسؤال أحد المعجبين على فيسبوك: "إذا كان الوزير لا يستطيع علاج فيروس كورونا، هل يمكنه علاج قلبي المشتاق؟".
رابط المادة الأصلي: