- 2020-01-29 14:26:34
- 1371
خطة السَّلام الأمريكية "صفقة القرن" بلا موافقة أصحاب الحق
الصَّحفي الصَّغير- عربي بوست- بعد مرور أكثر من عامين على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة، خطة لإنهاء «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي» والمعروفة إعلامياً بـ «صفقة القرن» المتوقفة منذ فترة طويلة، كشف ترامب تفاصيل اقتراحه الذي اعتبره بداية لـ «إحلال السلام»، وفق تعبيره.
القضايا الرئيسية في الخطة: تطرق ترامب خلال إعلانه الخطة إلى أكثر القضايا الخلافية بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأبرزها:
– وضع القدس التي تضم أماكن مقدسة لدى اليهود، والمسيحيين، والمسلمين، ورسم حدود متفق عليها بين الجانبين.
– التوصل لترتيبات أمنية «لتهدئة مخاوف إسرائيل من تعرضها لهجمات من الفلسطينيين وجيران معادين لها».
– المطلب الفلسطيني بإقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي أراض استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.
– إيجاد حل لمحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
– ترتيبات لتقاسم الموارد الطبيعية الشحيحة، مثل المياه.
– المطالب الفلسطينية بإزالة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث يعيش الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي بين نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، إلى جانب 200 ألف مستوطن آخر في القدس الشرقية.
ما الذي تقترحه الخطة؟
بموجب اقتراحات ترامب، ستعترف الولايات المتحدة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وبعد أن ألقى ترامب كلمته التي أذاعها التلفزيون، أصدر البيت الأبيض على الفور بياناً يحدد النقاط الرئيسية:
– خريطة لترسيم الحدود من أجل «حل دولتين واقعي يتيح طريقاً تتوافر له مقومات البقاء للدولة الفلسطينية».
– دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش في سلام إلى جانب إسرائيل، لكن بشروط صارمة، ومن المرجح أن يرفضها الفلسطينيون.
– وافقت إسرائيل على «تجميد الأرض» (إيقاف توسع المستوطنات) لمدة أربع سنوات، لضمان أن يكون حل الدولتين ممكناً، لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير
-لم تذكر اسمه- أنه قلل لاحقاً من فكرة تجميد الاستيطان.
– الإبقاء على الوضع القائم في الحرم الشريف بالقدس، ويقع في الجزء الشرقي من المدينة الذي احتلته إسرائيل في حرب عام 1967.
– إسرائيل «ستواصل حماية» الأماكن المقدسة في القدس، وضمان حرية العبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين والديانات الأخرى.
– ستبقى القدس موحدة وستظل «عاصمة إسرائيل».
– ستضم عاصمة دولة فلسطين مناطق في القدس الشرقية، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق، إن العاصمة «ستكون في أبو ديس التي تقع على بعد 1.6 كيلومتر شرقي البلدة القديمة في القدس».
– دعا شق اقتصادي للخطة أُعلن عنه في يونيو/حزيران الماضي، إلى إقامة صندوق استثماري بقيمة 50 مليار دولار، لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصاد الدول العربية المجاورة.
لماذا إعلان الخطة الآن؟
يقول منتقدون للخطة إن كلاً من ترامب ونتنياهو يريد أن يصرف الأنظار عن مشاكل داخلية، فترامب يواجه محاكمة في مجلس الشيوخ في إطار مساءلة يمكن أن تؤدي إلى عزله.
في حين أن نتنياهو يواجه تهم فساد وجهت له في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وينفي الاثنان ارتكاب أي مخالفات.
كما أن كليهما مقبل على انتخابات، نتنياهو في مارس/آذار 2020، وترامب في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وكان نتنياهو قد فشل مرتين في الحصول على أغلبية في الكنيست بعد جولتي انتخابات العام الماضي.
أرجأ ترامب مراراً طرح خطته لتجنب إثارة مشاكل انتخابية لنتنياهو، لأن أي تنازلات بشأن المستوطنات أو الدولة الفلسطينية ستسبب له مشكلات بين قاعدته الانتخابية اليمينية.
غير أن عامل الوقت يقيده أيضاً سياسياً، وقد لا يستطيع الانتظار شهوراً حتى تقرر إسرائيل من هو رئيس وزرائها المقبل، وفقاً لما قاله مصدر مطلع على ما يفكر به فريق خطة ترامب لوكالة رويترز.
ما هي فرص الخطة؟ انهارت آخر محادثات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عام 2014، ومن أبرز العقبات توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وانعدام الثقة بين الجانبين على مدى عقود، ووضع مدينة القدس.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، خالفت الولايات المتحدة سياسة مطبقة منذ عقود، عندما أعلن وزير خارجيتها مايك بومبيو أن واشنطن لم تعد تعتبر مستوطنات إسرائيل على أراضي الضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي.
ينظر الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي إلى المستوطنات على أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وترفض إسرائيل ذلك.
تنص الخطة الأمريكية على نزح سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون على رأسهم حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة، وسبق أن خاضت حروباً عدة ضد إسرائيل.
ما هي ردود الفعل؟ وصف نتنياهو إعلان ترامب عن خطته بـ «اليوم التاريخي»، وشبّه خطة ترامب باعتراف الرئيس الأمريكي هاري ترومان بدولة إسرائيل في عام 1948.
أضاف نتنياهو موجهاً الحديث لترامب: «لقد أصبحتَ في هذا اليوم أول زعيم في العالم يعترف بسيادة إسرائيل على مناطق في يهودا والسامرة بالغة الأهمية لأمننا ومحورية لتراثنا»، مستخدماً الاسم التوراتي للضفة الغربية.
– السلطة الفلسطينية:
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة ترامب بأنها «صفعة القرن»، وقال في كلمة نقلها التلفزيون من رام الله بالضفة الغربية المحتلة: «أقول للثنائي ترامب ونتنياهو إن القدس ليست للبيع، كل حقوقنا ليست للبيع وليست للمساومة. وصفقتكم، المؤامرة، لن تمشي».
حركة «حماس»:
قال سامي أبوزهري، القيادي في الحركة، لرويترز: «تصريحات ترامب العدوانية ستفجر غضباً كبيراً»، وأضاف: «تصريحاته حول القدس فارغة وليس لها قيمة والقدس ستبقى أرض الفلسطينيين».
تعتبر القيادة الفلسطينية أنه لم يعد من الممكن اعتبار واشنطن وسيطاً في أي محادثات سلام مع إسرائيل، وذلك بعد سلسلة قرارات أصدرها ترامب أثارت سعادة إسرائيل وغضب الفلسطينيين.
من أبرز تلك القرارات، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والتوقف عن تقديم مساعدات إنسانية بمئات الملايين من الدولارات للفلسطينيين.
اعتبر كثيرون تخفيض المساعدات هذا وسيلة ضغط على القيادة الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات. لكن ذلك فشل حتى الآن، بحسب وكالة رويترز.